الاتحاد الأوروبي يعتمد لوائح جديدة للحد من التلوث البلاستيكي
الاتحاد الأوروبي يعتمد لوائح جديدة للحد من التلوث البلاستيكي
وافق الاتحاد الأوروبي، على حزمة لوائح جديدة تهدف إلى الحد من إطلاق الكريات البلاستيكية في البيئة، في خطوة تشريعية بارزة تستهدف معالجة أحد أكبر مصادر التلوث الدقيق بالبلاستيك في دول التكتل.
وجاء هذا الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة بين ممثلين عن البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء، ضمن جهود أوسع لخفض التلوث البيئي وتحقيق أهداف الاتحاد الخضراء، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الأربعاء.
وتلزم اللوائح الجديدة جميع الشركات التي تتعامل مع أكثر من خمسة أطنان من الكريات البلاستيكية سنويًا داخل الاتحاد الأوروبي باتخاذ تدابير احترازية صارمة لتقليل الفاقد والتسرب خلال عمليات النقل والتخزين والمعالجة.
وتستهدف هذه الإجراءات مختلف مراحل سلسلة الإمداد، من الإنتاج وحتى الشحن، لتفادي انتشار هذه الكريات في البيئة.
مراقبة ومنع أي تسرب
وتغطي القواعد شركات النقل البري والسكك الحديد والممرات المائية الداخلية، بالإضافة إلى مشغلي السفن الذين يدخلون أو يغادرون موانئ الاتحاد الأوروبي، بهدف مراقبة ومنع أي تسرب محتمل خلال حركة الكريات بين مواقع الإنتاج والمصانع.
ووفقاً لما ورد في بيان أصدره البرلمان الأوروبي، اليوم الأربعاء، فإن تناثر الكريات البلاستيكية يعد ثالث أكبر مصدر للتلوث غير المقصود بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في بيئة الاتحاد الأوروبي.
وتشكل هذه الكريات، وهي عبارة عن حبيبات صغيرة تستخدم كمواد خام في تصنيع البلاستيك، تهديداً بيئياً كبيراً خاصة عند تسربها إلى الأنهار والمحيطات، حيث يصعب جمعها، وتؤثر بشكل مباشر في الحياة البحرية.
استجابة لمقترحات المفوضية
وتستند هذه القواعد الجديدة إلى مقترح سابق من المفوضية الأوروبية، التي دعت إلى تنظيم شامل للتعامل مع هذه المواد بسبب تأثيرها المتزايد في النظم البيئية والصحة العامة.
ومن المنتظر أن تُعتمد اللوائح بشكل رسمي من قبل البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة، قبل أن تدخل حيز التنفيذ رسميًا في دول الاتحاد.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن إطار السياسات البيئية الطموحة التي يتبناها الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها الاتفاق الأخضر الأوروبي، الذي يهدف إلى تحقيق اقتصاد خالٍ من الانبعاثات بحلول عام 2050.
ويرى المشرعون الأوروبيون أن معالجة تلوث الجسيمات الدقيقة يشكل جزءاً أساسياً من هذا المسار، خاصة أن البلاستيك الدقيق أصبح موجوداً في التربة، والمياه، وحتى في سلاسل الغذاء.
رقابة ومحاسبة
وستُطالب الشركات بإثبات التزامها بهذه اللوائح من خلال تسجيل الخسائر وتقديم تقارير دورية، فيما سيتم إنشاء آليات تفتيش ومراقبة لضمان التنفيذ الفعلي.
كما سيجري تقديم الدعم الفني والتدريب للشركات الصغيرة والمتوسطة لتتمكن من التكيف مع المعايير الجديدة دون أعباء إضافية.
وباعتماد هذه اللوائح، يخطو الاتحاد الأوروبي خطوة جديدة نحو الحد من آثار التلوث البلاستيكي، في ظل قلق متزايد من العلماء والناشطين البيئيين بشأن تداعيات هذه المواد على البيئة والصحة العامة.